بلاد اللا مكان

مع إطلالة الصباح .. تتوهج الألوان
و يحمل البخور روائح البهار
ترفرف الطيور بحثاً عن الأعشاش
فيصيبها الدوار من هول الإنتظار

* * * *

هناك في بلاد اللامكان
تنجلي الحقائق المجلية .. و تتشح الأحلام بالسواد
تكتب الأقدار في ثوانٍ .. لتجرد الكلمات من المعاني
هناك في بلاد اللامكان
تنمو زهور الأقحوان
لا تعرف العين الدموع .. و لا الجباه الإنحناء
لا يعرف الطقس الشتاء .. و لا الطفل البكاء
هناك .. يعود الغريب من حيث جاء !

* * * *

قابلته على أعتاب شقتي
للمرة الأولى، حزيناً بعد عودتي
سألته عن الثعالب الحمراء في القرى
عن (الجداد)
عن أخوة لنا و عن أخوات
أجابني، و الكلمات تخرج كالرصاص من فمه
"في خير حال" !

بعد مرور عام و بضع عام .. سألته ذات السؤال
تملى لحظة، ثم أجاب
تركتهم يعانون البلاد
أصابهم فتر و طول زمان .. و كأنما هم أغراب !
رفع حاجبيه .. ثم أبتسمت
رفيق درب كان .. غادرنا و قال عائد أنا
لكنه ما عاد !
.. أحمد ..

* * * *

فنجان قهوتي المسكوب .. على أوراق غربتي الملونة
احتسيته .. نفثته دخان !
قرأت بعض صحيفة ممزقة
أعددت أوراقي لأكتب العزاء
ميثاق صمت دام نيفاً من الزمان
أصابني دوار المقطع الأول .. من هول الأنتظار
لملمت أوراقي المبعثرة من المكان .. لأغادر بلاد الشمس المخبئة
خلف أستار الظلام
لأعود للحياة .. أعود أنساناً يرفض الممات
سأعود أبني كوخاً هده الزمان
و أقتل العقارب المدنسة .. لأجدد الأحلام
و أقيم داراً في بلاد اللامكان

محجوب عبدالمنعم علي - الإسكندرية - اكتوبر 2002